IEnSa_Ya_2lbY مشرف عام
عدد الرسائل : 129 العمر : 41 المزاج : يعنى نقاط : 564 تاريخ التسجيل : 18/01/2009
| موضوع: شخصيات صنعت التاريخ ارجوا الدخول السبت يناير 31, 2009 5:37 am | |
| _ بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم _
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
" مصعب بن عمير "
هذا رجل من أصحاب محمد ما أجمل أن نبدأ به الحديث .. غرّة فتيان قريش, وأوفاهم جمالا, وشبابا.. يصف المؤرخون والرواة شبابه فيقولون:" كان أعطر أهل مكة".. ولد في النعمة, وغذيّ بها, وشبّ تحت خمائلها. ولعله لم يكن بين فتيان مكة من ظفر بتدليل أبويه بمثل ما ظفر به " مصعب بن عمير".. ذلك الفتر الريّان, المدلل المنعّم, حديث حسان مكة, ولؤلؤة ندواتها ومجالسها, أيمكن أن يتحوّل الى أسطورة من أساطير الايمان والفداء..؟ بالله ما أروعه من نبأ .. نبأ "مصعب بن عمير", أو "مصعب الخير" كما كان لقبه بين المسلمين. إنه واحد من أولئك الذين صاغهم الإسلام وربّاهم " محمد " عليه الصلاة والسلام.. ولكن أي واحد كان..؟ إن قصة حياته لشرف لبني الإنسان جميعاً.. لقد سمع الفتى ذات يوم, ما بدأ أهل مكة يسمعونه من محمد الأمين صلى الله عليه وسلم .. "محمد" الذي يقول أن الله أرسله بشيرا ونذيرا ، وداعيا الى عبادة الله الواحد الأحد.
وحين كانت مكة تمسي وتصبح ولا همّ لها, ولا حديث يشغلها إلا الرسول عليه الصلاة والسلام ودينه, كان فتى قريش المدلل أكثر الناس استماعا لهذا الحديث. ذلك أنه كان على الرغم من حداثة سنه, زينة المجالس والندوات, تحرص كل ندوة أن يكون مصعب بين شهودها, ذلك أن أناقة مظهره ورجاحة عقله كانتا من خصال "ابن عمير التي تفتح له القلوب والأبواب..ولقد سمع فيما سمع أن الرسول ومن آمن معه, يجتمعون بعيدا عن فضول قريش وأذاها.. هناك على الصفا في دار "الأرقم بن أبي الأرقم" فلم يطل به التردد, ولا التلبث والانتظار, بل صحب نفسه ذات مساء إلى دار الأرقم تسبقه أشواقه ورؤاه... هناك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يلتقي بأصحابه فيتلو عليهم القرآن , ويصلي معهم لله العليّ القدير.
ولم يكد مصعب يأخذ مكانه, وتنساب الآيات من قلب الرسول متألفة على شفتيه, ثم آخذة طريقها الى الأسماع والأفئدة, حتى كان فؤاد ابن عمير في تلك الأمسية هو الفؤاد الموعود..! ولقد كادت الغبطة تخلعه من مكانه, وكأنه من الفرحة الغامرة يطير. ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم بسط يمينه الحانية حتى لامست الصدر المتوهج, والفؤاد المتوثب, فكانت السكينة العميقة عمق المحيط .. وفي لمح البصر كان الفتى الذي آمن وأسلم يبدو ومعه من الحكمة ما يفوق ضعف سنّه وعمره, ومعه من التصميم ما يغيّر سير الزمان..!!!
كانت أم مصعب "خنّاس بنت مالك" تتمتع بقوة فذة في شخصيتها, وكانت تهاب الى حد الرهبة.. ولم يكن مصعب حين أسلم ليحاذر أو يخاف على ظهر الأرض قوة سوى أمه !! فلو أن مكة بل أصنامها وأشرافها وصحرائها, استحالت هولا يقارعه ويصارعه, لاستخف به مصعب إلى حين..أما خصومة أمه, فهذا هو الهول الذي لا يطاق..! ولقد فكر سريعا, وقرر أن يكتم إسلامه حتى يقضي الله أمرا ، وظل يتردد على دار الأرقم, ويجلس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهو قرير العين بإيمانه, وبتفاديه غضب أمه التي لا تعلم خبر إسلامه خبرا..ولكن مكة في تلك الأيام بالذات, لا يخفى فيها سر, فعيون قريش وآذانها على كل طريق, ووراء كل بصمة قدم فوق رمالها الناعمة اللاهية, الواشية.. ولقد أبصر به "عثمان بن طلحة" وهو يدخل خفية الى دار الأرقم .. ثم رآه مرة أخرى وهو يصلي كصلاة محمد صلى الله عليه وسلم, فسابق ريح الصحراء وزوابعها, شاخصا إلى أم مصعب, حيث ألقى عليها النبأ الذي طار بصوابها...وقف مصعب أمام أمه, وعشيرته, وأشراف مكة مجتمعين حوله يتلو عليهم في يقين الحق وثباته, القرآن الذي يغسل به الرسول قلوبهم, ويملؤها به حكمة وشرفا, وعدلا وتقى ، وهمّت أمه أن تسكته بلطمة قاسية, ولكن اليد التي امتدت كالسهم, ما لبثت أن استرخت وتنحّت أمام النور الذي زاد وسامة وجهه وبهاءه جلالا يفرض الاحترام, وهدوءا يفرض الإقناع.. ولكن إذا كانت أمه تحت ضغط أمومتها ستعفيه من الضرب والأذى , فإن في مقدرتها أن تثأر للآلهة التي هجرها بأسلوب آخر..وهكذا مضت به الى ركن قصي من أركان دارها, وحبسته فيه, وأحكمت عليه إغلاقه, وظل رهين محبسه ذاك, حتى خرج بعض المؤمنين مهاجرين الى أرض الحبشة, فاحتال لنفسه حين سمع النبأ, وغافل أمه وحراسه, ومضى إلى الحبشة مهاجراً أوّابا.. ولسوف يمكث بالحبشة مع إخوانه المهاجرين, ثم يعود معهم الى مكة, ثم يهاجر الى الحبشة للمرة الثانية مع الأصحاب الذين يأمرهم الرسول بالهجرة فيطيعون. | |
|
lilil saef lilil عضو ذهبى
عدد الرسائل : 305 العمر : 37 المزاج : الحمد لله نقاط : 133 تاريخ التسجيل : 26/01/2009
| موضوع: رد: شخصيات صنعت التاريخ ارجوا الدخول الأحد فبراير 01, 2009 8:31 am | |
| | |
|