[/right][/b][/center]
على كرسي في أقصى غرفتها ارتمت بغضب ، تقلب أوراقها
وتعبث بقلم بين أصابعها .
أحضرت لها الخادمة فنجان قهوتها المرة الذي اعتادت شربه عند كل هزيمة !
شكرتها بهدوء دون أن ترفع عينيها عن أوراقها .
انصرفت الخادمة و بقيت هي حيث أرادت .
في الغرفة المقابلة كانت أسرتها مجتمعة تتأمل صور القتل والدمار
التي تتسابق قنوات الإعلام في تقديمها لنا
و كأنها تهدينا وسام ذل تفنن الأعداء في صنعه ، و تسابقنا نحن للفوز به !
أصوات الغضب تتعالى ... المسيرات الحاشدة تتتابع ..
والصمت المطبق يخيم على كل هذا ..
سيل من الأسئلة المؤلمة يجتاحها . يشل تفكيرها .
تتلقى كغيرها الصفعات الواحدة تلو الأخرى !!
تحاول ألا تنظر كثيراً ، و تتمنى أنها لا تسمع إلا القليل أيضاً .
أحد صغارها يسأل ببراءة ملطخة بالألم : (( ليه ما أحد يدافع عنهم )) ؟
فترد بصمتها !!
لكن الصغير لا يؤمن بالصمت ، يبحث عن إجابة ، فيسأل ثانية :
(( العرب ما عندهم أسلحة يا ماما صح )) ؟؟
تهز رأسها بالنفي لأنها تعلم أن هذا الكلام غير صحيح لكن كيف تشرح للصغار
أن أسلحة العرب لم تصنع لقتال اليهود !
بل صممت لقتل العرب والعرب فقط ؟!
تهرب من كل هذا لتحتمي بالصمت كما تفعل دول العالم تجاه ما يحدث في غزة .
و إن حدث و نطق أحدهم فليس سوى بيانات مكللة بالغموض محاطة بهالة من الأسئلة ..
مسحت دموعها التي ما توقفت منذ بدء الإعتداء
و انتبهت أخيراً إلى فنجان قهوتها الذي برد ولما تشربه
أطلقت آهة طويلة و شربته دفعة واحدة كي لا تتذوق مرارته .
فيكفينا مرارةً (( الذل الذي نشربه في غزة )) .