بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
القسوة والحنان
وقفت (صفاء) أمام صورة زفافها وهى تتأمل والدمع يسيل على وجنتيها وتتذكر الماضي القريب كيف كانت وكيف أصبحت
كيف كانت طفله صغيرة تلعب وتلهو طيلة النهار مع اقرنها من الأطفال في أزقت وحواري القرية ثم تأتى في أخره لترتمي بين أحضان أمها لتنظفها وتضحك معه وتملئ ضحكاتهم جنبت بيتهما الريفي الصغير
كيف كانت ملتصقة بأمها
وفى يوم من الأيام أتى والده ليأخذه من وسط الأطفال لامها
وتدخل البيت في صمت على غير العادة ففى كل مره كانت تملئ البيت بالضحك و القفز هنا وهناك ولكن هذه المره شئ ما جعلة تصمت وتدخل حجرة أمها لتجد أمها طريحة الفراش ساكنة صامته كانت تعلم أنها مريضة وتركته صباحا مريضة فكم مرضت ثم كانت كم لم يكن شئ ولكن هذه المرة لم تكن كذلك ولم يكن البيت كذلك
بداء يتوافد على البيت الأهل والجيران وأقارب وبداء الدموع والصرخات في جنبت البيت
فا إذا به تعلم أنها فارقت الحياة
وبعد أيام تبدل الحال وأصبح الأمر مختلف كانت منطوية على نفسها بشده في النهار تستند إلى أحدى جدران البيت متذكرة أمه وهى تضحك معه وهى تلهو معه وهى تنظفه وفى المساء لا تخلى أحلامها من أمه
وفى يوم من الأيام كان والده بالبيت ومعه جمع من أصدقائه بالبيت ويتسمرون ليل كعادة أهل الريف فإذا بأحدهم ينصحه بالزواج
- ما رائيك يا عم (حسين ) أن تتزوج
اندهش وانتبه فجاءه وقال محدثا نفسه ومن معه
- كيف أتزوج ولم يمضى على وفاة المرحومة سوى أشهر قليلة
بينما هي كانت قريبه منهم فسمعت الحديث فانتفض قلبها
فقال احدهم
- وماذا في هذا لست أخر من تتوفى زوجتها ولا تنسى أن لك طفلة فحاجة لرعاية وأنت كذلك ألا تخشى على نفسك يا رجل
وبعدها أخذ يستمع أبها إلى أراء باقي الأصدقاء والكل حينها أجمع على إن يتزوج ويأتي بواحدة ترعى ابنته وترعه
اخذ الأب الموضوع محمل الجد واخذ يفكر فيه
وهى أيضا كانت تفكر والخوف والقلق يجتاحها رغم كونها طفله صغيره إلى أنها كانت تعلم أن زوجت الأب شئ فمنتهى القسوة
وكانت كلما أتى أحدى أصدقاء أبها ليخبره باسم واحده كانت تنتفض من داخلها إلى في يوم من الأيام أتى أحدى أصدقاء أبها ليخبرها بان هناك واحده كانت متزوجة وطلقت من زوجها لعدم قدرتها على الإنجاب وأنها خير من تكون زوجه له وأم لابنتها فكونها لا تنجب فهي ستجعل ابنته في عينيها
فاخذ الأب يفكر في الأمر وفى قول صديقه إلى انه في النهاية حسم أمره
لم تمضى أيام حتى تزوج الأب
لم يكن يعلم انه سيأتي بالجحيم إلى البيت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
كان الزواج بسيط للغاية وتم بهدوء شديد وفى الأسبوع الأول كان البيت هادئ وساكن و( صفاء) بعيدة عند أحد أعمامه وعندما عادت بعد انقضاء أسبوع فوجئت بامرأة غير التي كانت تضحك معها قبل أسبوع عندما تعرفت عليها فمنذ أن دخلت (صفاء) من باب البيت وهى تتلقى سيل من الاوامر والطلبات فبطبيعة الحال كانت لا تعلم شئ عن البيت فلقد كانت أمها تقوم بكل شئ من الطهي التنظيف وأشياء كثيرة هي لا تعلم عنها شئ فما كان من زوجة أبيها إلا أن تصيح فيها وتقذفها أبشع الألفاظ
وهكذا تحولت حياتها الى جحيم
فكانت تقضى وقتها فى الخدمة فى البيت وطاعة اومر زوجة ابيها والتى لم تكن ترضى ابدا مما تفعل (صفاء) حتى وان كان على اكمل وجه
واستمر الحال سنوات
بلغت( صفاء) واشتد عودها واصبحت شابه يافعة جميلة وهى الان فى سن زواج وهى تحلم بشاب يخلصها من ذلك الجحيم ومن تلك المرأه
ولكن لا احد ياتى اليها فعلمت بعد فتره طويلة ان زوجة ابها تشيع باقوال باطلة عليا حتى لا تتزوج وتظل فى خدمتها
الى ان فى يوم اتى احد اعمامه الى ابيها واخبره بم تشيع به زوجته فى القرية وان لا احد يعرف من اين جاء بهذا الكلام
وانه اتى لها بعريس لن تجد مثله ولكن عيبه انه ارمل ومعه طفلين
فاعترض ابها ولكن عمها ظل يقنعه حتى وافق
وعندما ذهب الى زوجته رفضت بشدها وثارت ولكن الاب لم يهتم بها وذهب الى ابنته والتى خافت ان ترفض فتظل اسيرها فى يد زوجة ابيها ولكنها وافقة حتى ولو كان ارمل فاناره افضل من جنة زوجة ابيها
وبعد موافقتة وبدأ اتمام الزواج اشترط العريس بعيش ابنائه معهم فلم تمنع (صفاء) ووافقت وبعد اتمام الزواج انتقلت الى بيتها الجديد فى القاهرة والتى فرحت بشدها بها والعيش فيها لتنسى ايام القرية المريرة والتى ليس بها شئ جميل سوى امها فقط وذكريات الطفولة معها
والان بعد اتمام الزواج وانقضاء شهر كامل بين احضان زوجها والذى غمرها بحب وحنان لا يوصف معوضا لها ايام القسوة والحرمان
اتى الصغيران الى البيت وكانت امام خياران
اما ان تصبح زوجة اب مثل زوجة ابيها بمنتهى القسوة او العكس ان تصبح ام مثالية
فاختارات الاخيرة لتثبت ان ليس زوجة الاب دائما سيئة بل هناك الطيبات التى يحملان فى قولبهن شئ اسمه الامومة
ومرت الايام ورعة الاطفال على اكمل وجه ولم يشاء الله ان تنجب
ومات الزوج اثر المرض اللعين
ولم تتغير معاملتها للاولاد
والذين اصبح اليوم رجال وتزوجا ورحلا عنها فاصبحت وحيدة
وبينما هى وقفة امام الصورة تتذكر كل هذا انطلق جرس الباب فذهبت لفتحه لتجد امامها اولاد زوجها يهنئوها بعيد الام ويقبلون ايديها
تمت بحمد الله